الاهمية

الأهمية

أهمية موسوعة الحج :

تفتقر المكتبة العربية إلى المعلومات والبيانات الموثقة التي تأخذ شكل الشمولية والتغطية الكاملة سواء من حيث البعد الزمني ، أو من حيث البعد المكاني ، ولعل هذه الموسوعة تغطي هذا النقص الموجود في مكتبة الحج إلى مكة المكرمة الذي هو ركن أساس من أركان الإسلام ، شرف الله سبحانه المملكة العربية السعودية لتكون الدولة المضيفة لحجاج بيت الله الحرام ، إذ تستضيف الملايين من الحجاج والمعتمرين كل سنة فتجند لهم الطاقات وتوفر لهم الخدمات ، وتعمل كل الجهات الحكومية منها والأهلية في سبيل تيسير الحج وتسهيل حركة الحجاج .
ولعل هذه المبادرة العلمية القيمة من دارة الملك عبدالعزيز تجسد هذه الأهمية من قبل حكومة المملكة العربية السعودية لهذا الركن العظيم وكل ما من شأنه العمل في خدمة الحج والحجاج .
ولكن لماذا يحـتـاج الحـج إلى العمـل الموسوعي؟ والإجابة عن هذا السؤال يمكن أن نشير إليه في النـقـاط الآتية:
• أن الحـج يشتمل على كثير من المـجـالات , ويشتـرك فيه عـدد كبيـر من القـطاعـات , ويضم الحـج عدة جـوانـب وظـواهـر اجتماعيـة واقتصاديـة وإداريـة وجغرافيـة وثقافيـة .. الخ , الأمـر الذي يجعله مـجـالاً خصبـاً للباحثيـن والكتـاب على اختـلاف اهتمـامـاتهـم وتخصصـاتهـم سواء في مجـال الـعـلوم الطبيعية التي تتميز بها منطقة الحج أو العلوم الإنسانيـة .
• أن الحـج فريضة على كل مسـلم ومسـلمة استوفيا شروط وجـوب الحـج الأمر الذي يجعله شعيـرة تهم كل مسـلم يرغب في أن يعـرف عنها ما سـوى الجانب الشرعي لها من جوانبهـا الأخـرى الثقافيـة والاقتصاديـة والاجتماعيـة وغـيرها من الجـوانـب التي يتميز بها الحـج .
• يتميز الحرمان الشريفان بخصوصية قلما تتوافر في غيرهما وتتجلى هذه الخصوصية في انصهار مجموعة كبيرة من العادات والتقاليد والمهارات واللغات المتعددة لتشكل بيئة حضارية ترتكز على العقيدة الإسلاميـة طوال عدة قرون وبعد أن تأسست المملكة العربية السعودية بدأ اهتمام متميز بالحرمين الشريفين وسخرت الدولة كل إمكاناتها لتوسعات وعمارات متتالية لإستيعاب الأعداد المتزايدة من الحجاج والمعتمرين والزوار .
• أن نمو المدينتين المقدستين تجاوز كل التوقعات وتطورتا اقتصادياً وتجارياً وعمرانياً بشكل يجعلها مع الحرمين الشريفين لحمة واحدة تتوافر فيهما كل خصائص البيئة السليمة التي تنعم بمختلف العلوم والمعارف والبيانات والمعلومات.
• يعتمد سير الحج , ونظمه على التخطيط السليم لجميع المجالات الطبيعية والبشرية , ولكن التخطيط مهما كان نمطه لا بد من وجود رصيد علمي موثق عن الحج يعتمد عليه لتحديد جميع العوامل المؤثرة .
• أن الحجم العددي الضخم من الحجاج الذي يفد إلى مكة المكرمة كل سنة , ومن كل فج عميق بأجناس وألوان مختلفة وذات خصائص متباينة , يعد صورة من صور الحركات السكانية ذات الطابع السلمي يؤثر ويتأثر بالمنطقة المحيطة , منطقة الحج , ولا بد من الوقوف على خصائص هذا الحجم من حيث الكم والنوع من الناحية الجغرافية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية لمعرفة ما يتناسب وإمكانات المنطقة ومقوماتها والتأثيرات المتبادلة .
وأخيراً وليس آخراً أن دراسة حركة الحج القادمة من أقطار العالم الإسلامي تفيد في التعرف على الكثير من الجوانب الثقافية والاجتماعية لشعوب تلك البلاد.